كان من المفترض أن يكون اسماً كبيراً في الكرة الأفريقية عموماً، والمصرية تحديداً، لكن الإصابات المتواصلة حرمت المدافع الأنجولي جيلبرتو من البروز مع فريقه المتألق الأهلي المصري، ويفقد البريق الذي كان ينتظره في الأسابيع والشهور الماضية، ليعيش كابوساً منذ يناير 2006 منذ إصابته الأولى عندما كان يمثل منتخب بلاده، رغم أنه ما زال متفائلاً بتقديم ما يشفع له بقاءه مع نادي القرن في القارة الأفريقية ونيل رضا عشاقه.
** احتمال إنهاء مسيرتي الكروية.. مثل الهزة الأرضية
** في القاهرة ينظرون إلى جوزيه باحترام كبير بدأت الساعات الأولى من النهار بالأمطار.. كانت حركة السير مكتظة ومزدحمة على جسر "25 أبريل"، المدخل الرئيسي من جنوب نهر التيجو إلى لشبونة، ومن الطبيعي أن يستنتج المرء أن معجزة فقط تمكننا من الوصول إلى مكان لقاء النجم الأنجولي جيلبرتو في الوقت المتفق عليه منذ فترة، فجأة خطر في ذهننا أنها المرة الثالثة التي نجري فيها مقابلة مع المدافع الأيسر للأهلي، لكنها المرة الأولى في البرتغال، وعندما قابلناه منذ أقل من عامين بقليل في لواندا في أحد المراكز العسكرية المخبأة، ليس بعيداً عن قصر الرئيس جوزيه أدواردو دوس سانتوس، تأكدنا من حديث مدرب الأهلي مانويل جوزيه، عندما قال عن اللاعب الأنجولي: "ليس من السهل سحب الكلام من فمه بأكثر من قول صباح الخير.. إنه صبي خجول جداً"، هذا واقع، ففي عاصمة تلك الدولة الأفريقية كانت تصرفات جيلبرتو تعكس مدى خجله ومحافظته.
بداية عام 2006، وتحديداً قبل إصابة جيلبرتو المؤسفة، عدنا لنتحدث إليه مجدداً، لكن في جزيرة ماربيا، جنوب إسبانيا، حيث كان أعضاء المنتخب الأنجولي على عجل للذهاب إلى المانيا للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2006، كان الفريق أنهى استعداداته للحدث الكبير، جيلبرتو لم يتغير كثيراً منذ ذلك الوقت، كان فقط يبتسم أكثر ولا تخرج من فمه إلا الكلمات الضرورية.
وسط الازدحام، وباعتبار أننا سنتأخر ساعة على الأقل، كنا نفكر وسط الهدوء الذي يشوبه فقط صوت قطرات المطر، في أن هذه المقابلة - رغم الاستعدادات الكبيرة - بالكاد ستعجب قراء "سوبر"، ومع هذه الفكرة في رأسنا وصلنا إلى مصحة رياضية، تسمى "فيزيو جاسبار"، وهي خاصة للاستجمام وتأهيل الرياضيين، تقع على بعد بضع دقائق سيراً على الأقدام من "ستاديو دا لوس"، وككثيرين غيره يعمل جيلبرتو منذ 5 أشهر مع طبيب المنتخب البرتغالي السابق أنطونيو جاسبار، وهو رجل يأتيه كثيرون من أصحاب الأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم، وبعد انتظار فترة لم تطل إلا دقائق، ظهر الشاب في الصالة وفي يده كأس شراب بارد، يرتدي اللون البرتقالي والابتسامة على وجهه دون أن يظهر عليه أي أثر من الاستياء بسبب تأخرنا، وداخل المصحة كانت هناك بقايا لقالب من الجاتو أحضره اللاعب الأنجولي ليتقاسمه مع النزلاء ومرتادي المصحة، الذين يعتبرون زملاءه في النقاهة منذ أسابيع عدة، وفي لحظات وداعه، أي قبل أيام قليلة من عودته إلى مصر، استغل مصورنا ميجيل باريرا فرصة الانتظار ليبدأ العمل، وبسرعة ارتدى جيلبرتو فانيلة الأهلي، التي اعتاد أن يرتديها وهو يتنزه في شوارع لشبونة، وحمل في يده اليسرى كرة وفي اليمنى وردة، وبدا وكأن الحياة عادت تبتسم من جديد للأنجولي، فالكرة والوردة كانتا سبباً لإعادة بسمة ضائعة بسبب إصابات متتالية استمرت حتى الآن منذ 15 شهراً.
وفي مقابلة خاصة بـ"سوبر"، قبل ساعات قليلة من عودته إلى مصر، وبعد انتهاء المرحلة الأولى المحددة لشفائه، تحدث جيلبرتو عن المواقف الصعبة التي واجهها في الشهور الماضية، لكنها لم تخل من بعض الأنباء السارة، فزوجته أنجبت توأمين في مصر، عندما كان هو في العاصمة البرتغالية، فلم يكن حديثه كله درامياً بقدر ما هو واقعي.
... الحوار داخل العدد ** نعم خجول.. لكني أحب المرح والانطلاق
** شعرت بوحدة قاتلة بعد 5 أشهر محاطا